نود إجراء تجارب على البذور لقد تناقشت مع بعض الزملاء حول محاضرة اقترح من خلالها على التلاميذ تخيل تجارب تسمح بالتمييز بين البذور والأشياء الصغيرة الأخرى، وذلك بتوضيح أن البذور " تنمو" بينما الأشياء الأخرى لا تنمو. لا تطرح الجوانب التعليمية المختلفة لهذه المحاضرة أية مشكلة ولكن تبعا لرأي زميل بعض البذور لا تنبت مما يؤدي إلى صعوبة تطبيق تلك التجارب التي قد تدفع التلاميذ إلى الخطأ. ماذا تعتقد؟

في الواقع يعد معدل إنبات كمية من البذور أقل من ١٠٠%. إذا زميلك لديه الحق فيما ذكره: لا تعطي كل البذور نباتاً. ومن جهة أخري ينمو النبات من خلال درنة بطاطس، بصلة تيوليب (ساق أرضية مستديرة منتفخة تحضن برعمه رئيسية)...وهذه الأشياء ليست بذورا. تنتج البذرة عن تكاثر جنسى بخلاف الدرنات والبصلات والشكير (قضيب الغرس). لا يعني نمو النبات أنه يأتي من بذرة. كيف يمكن حل المشكلة الصعبة التي تواجهكم؟ تشريح البذرة يسمح للأطفال بالتعرف على "النبتة الصغيرة" بداخل كل بذرة. يسهل الرؤية داخل بذور الفاصوليا والبسلة والعدس (خاصة باستخدام عدسة مكبرة وعند نقع البذور في الماء بضعة ساعات)، ويصعب ذلك في حالة البذور الأصغر حجما (جزر وكرات وفجل..)!
نستنتج أنه لا يمكن معرفة أي شيء من خلال بذرة واحدة. ونضطر إلى أخذ كمية كبيرة من البذور المتشابهة (من نفس النوع): إذا نتجت عنها نباتات بعد الري وقمنا بملاحظة النبتة الصغيرة قبل الإنبات نتأكد إذا أن هذا النبات ناتج عن بذرة. بالنسبة للفاصوليا، يمكن نمو "النبتة الصغيرة" المعلقة بفلقة بعد قطع غلاف البذرة ("البشرة" الخارجية) وتم نزع الفلقة الأخرى.
نلاحظ أيضا أن نمو النبتة يصاحبها نقص في حجم الفلقة التي تحتوي على المخزون من الغذاء. وفي المقابل لا يمكن نمو "النبتة الصغيرة" دون هذا المخزون. أتمنى أن لا تكون إجابتي محبطة. اعتقد أنه من المهم إخبار الأطفال بعدم استخلاص النتائج المتسرعة من خلال نموذج واحد. يعد ذلك موقفاً علمياً يستحق التشجيع!